Перейти в канал

⚜ مارسلِيـن •|• رمزيات اشعار قصص ستوريات ستوري العراق اختراق نتائج بغداد تلي ميوزك سكسي متوسط العاب تطبيقات زخرفه بوت نكت تحشيش كروب مص لحس حكم رائد ثالث برامج اندرويد ايفون اقتباسات قناه صور فديوات م

865
• شعرتُ بتحسنٍ طفيف، بعد أن استيقظت في الصباح الباكر، في البداية ظننت الأمر متعلقًا بالصباح وما له من تأثير على نفسية المرء ومزاجه. لكن الأمر استمر حتى الظهيرة، بدأ كل شيء يُشفى، الأشجار، القطط، البشر، الوقت والمكان، خدوش البارحة، التطلع إلى الغد، ابتسامتي وأنا، بدا كل شيءٍ سعيدًا للغاية، حتى أنني لا أستطيع الآن حصر عدد الابتسامات التي حصدتُها منذ الصباح، كان السرور كافيًا للجميع، كان كلٌ منا لديه سماء يحلق فيها كيفما يشاء، كان كل شيء يحلق، حتى أجنحتي المبتورة شعرتُ أنها ترفرف لفرط الخفة التي راودتني. وفي الرابعة عصرًا بدأت أشعر أن ثمة خطبٌ ما، ليس من عادتي أن أتجول في الشوارع وأنا أضحك بصوتٍ مرتفع، وأتحدث مع الجميع، وأُغني مع النسيم العذب، وأعانق بشغفٍ حياتي. وعند الغروب، عندما ارتدت السماء فستانها البرتقالي، ووقفتُ على حافة المدينة أتأملها، كان المشهد بديعًا للغاية، ذهبٌ منثور في الأفق، تعود بثروة فكرية وروحية هائلة بمجرد أن تتأمله، وتمعن النظر في تفاصيله، أنظر إلى تلك الأشعة المتدلية من السماء على السطوح وسفوح الجبال كأنها تحاول التمسك بالمدينة قدر المستطاع، كمحاولة للتعبير عن رغبتها في البقاء، وذلك الظلام الذي بدأ يتسلل إلى الشوارع ذلك حزن مازال طفلاً، وهذا الهدوء الذي عم الأرجاء، هذا هو شكل الوداع، لا يمكن أن يكون صاخبًا إن كان وداعًا حقيقي، إنه يأتي هكذا بهذا الهدوء، وهذه السكينة اللحظية، كعدٍ تنازلي لقنبلة ستنفجر في أي لحظة، تلاحظه، تعرفه، لكنك لن تفهمه إلا بعد حدوثه. أمسكتُ بيدي الأخرى، ورافقت ظلي إلى منتصف الطريق، ثم ذهب كلٌ منا في طريقه، هو إلى صباحٍ آخر، وأنا إلى المنزل، وحين كنت في الطريق إلى المنزل كان الظلام قد حل، لكنني أحمل نوري معي منذ الصباح، لم يعد يرعبني الظلام، لم أعد أخشى الأماكن الهادئة والموحشة، في الحقيقة أصبحت أتفهمها بشكل أكبر، أنا أيضًا كنت موحشًا يومًا ما، كان الجميع يفر مني، من يعبر بجانبي تتسارع خطواته، ومن يمر من خلالي تزداد نبضات قلبه بشكلٍ مهول، بالرغم من أنني لم أكن أفعل شيء، فقط لأنني كنت هادئه وخاليه إلى حدٍ ما.. كنت أبدو مرعبه، والآن أصبح لدي إنارة، تشرح للعابرين عاديتي، وتطمئن المارة، وتضيء الطريق، وتؤنس من حلّ، أصبحت أقل وحدة، بالرغم من أنني لم أتغير، مازلت هادئه وخاليه، لكنه أمرٌ دافئ أن تكون مفهومًا، ومليئًا بالوضوح. وصلت إلى المنزل أخيرًا، كان الباب لا يزال مفتوحًا، والضوء الصادر من نافذة امي يشرح قلقها وانتظارها لي، بالرغم من أنني عدتُ فارغة اليدين، لا أحمل سوى البهجة التي لم أفهم سببها منذ الصباح. الآن وقد أغلقت باب غرفتي في العاشرة ليلًا، مازلت أحمل الصباح معي، ولا أعلم كيف أصف لك الأمر، لا أجيد التعبير عن سعادتي، لكن يمكنك أن تقرأها على ملامحي، لاحظ هذا البريق في عيناي يمكنه أن يخبرك الكثير، وتلك الابتسامة التي لا تفارق محياي تبدو حقيقية جدًا هذه المرة، وانعقاد حاجبي يمكن له الآن أن يزول، والصمت المقلق غادرني أخيرًا. شعرت بتحسنٍ طفيف، بيدٍ تمسح على قلبي، بنسيمٍ باردٍ يعبر من خلالي، بوردةٍ تتفتح في داخلي، بأن النور تحول من أملٍ إلى حقيقة. شعرت أن اليوم كله كان عبارةً عن عناقٍ طويل، وأنني لم ألقى حزنًا قط، ولم أشكو ألمًا، ولم أعرف تعبًا. كما لو أنني ولدتُ من جديد، كما لو أن الجرح أصبح فجاةً ابتسامة، والحياة ارتدت حلمًا. بدأت الجروح تُشفى، بدأت الأحزان تُنسى، بدأت الضحكات تعود إلى مجراها القديم، وبدأت أشعر بالحياة تجري في شراييني مجددًا. شعرت بتحسنٍ طفيف، من غير سببٍ واضح، يبدو أننا لا نحتاج إلى سعادة لكي نتحسن، يكفينا أن لا يحدث شيء سيء فقط. ربما مازال هناك القليل من الألم، لكنه لم يعد مهمًا، أصبح عاديًا للغاية، لا أشعر به حتى، لكنني مازلت أتذكره، الألم لا يُنسى، يُشفى ويزول، ثم يأخذ الجرح مكانه في قائمة الندوب. يقلقني أن السعادة أحيانًا يمكن أن تكون وهمًا، لا أُنكر ذلك، ولا أعرف كيف أُفرق بين الوهم والحقيقة في موقفٍ كهذا، أعني لدي بضع ابتسامات أخبئ وراءها حزني، هل تسمى تلك سعادة؟ لا أعلم لكنني سعيده الآن على كل حال، وأُفضل ألا أعلم، لأن ما أعرفه غالبًا يُفسد ما لا أعرفه، العمى أحيانًا موهبة .