Перейти в канал

❤️ستوريات حسينية ❤️

663
الدرس العاشر: ٥ - أنه (عجّل الله فرجه) أحد الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام): تضافرت النصوص الواردة في المصادر الحديثية الإسلامية أن الأئمة أو الخلفاء أو القيّمين على الأمة اثنا عشر، مثل ما رواه البزار بسنده عن عبد الله أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «يكون بعدي اثنا عشر خليفة» أحسبه قال: «عدّة نقباء بني إسرائيل»، ويأتي - في محله - التعرض لمصادر أخرى عند الجمهور، حتى قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته. وقد طبق شيعة أهل البيت (عليهم السلام) الحديث على أئمتهم الاثني عشر (عليهم السلام)، فيما اختلف غيرهم في تطبيقه لانعدام الضابطة الواضحة في ذلك. ومع ذلك فالمعروف - فيما يبدو - بينهم أن المهدي المنتظر أحد الأئمة أو الخلفاء الاثني عشر الذين ذُكروا في النصوص الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال السيوطي - بعد أن ذكر ما أورده أبو داوود من حديث الاثني عشر -: فأشار بذلك إلى ما قاله العلماء: (إن المهدي أحد الاثني عشر، فإنه لم يقع إلى الآن وجود اثني عشر اجتمعت الأمة على كلٍّ منهم). ٦ - أنه (عجّل الله فرجه) في آخر الزمان: وقد تضمنت ذلك عدة نصوص صراحة أو تلميحاً، وأكّدته عبارات العلماء من الفريقين، أمّا روايات أهل البيت (عليهم السلام) وموقف شيعتهم فواضحة. وأمّا روايات الجمهور فمختلفة، فقد تضمن بعضها أن المهدي يظهر في وسط عمر أُمة الإسلام، فقد روي في مصادرهم عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قوله: «كيف يهلك الله أُمة أنا في أولها، وعيسى في آخرها، والمهدي من أهل بيتي في وسطها». وفي المقابل تضمنت بعض مصادر الجمهور العديد من الروايات التي يستفاد منها كون نزوله آخر الزمان، وهي على صنفين: الصنف الأول: ما دل على اقتران حضوره (عجّل الله فرجه) مع عيسى (عليه السلام) - الذي ينزل آخر الزمان - وأن عيسى يصلي خلفه، وهي عدّة روايات منها: ١ - ما تضمّن أن (المهدي (عجّل الله فرجه) الذي ينزل عليه عيسى بن مريم، ويصلي خلفه عيسى (عليه السلام)). وروى نُعيم بن حمّاد بسنده عن محمد، قال: (المهدي من هذه الأمة، وهو الذي يؤمّ عيسى بنَ مريم (عليهما السلام)). ٢ - وفي أخرى: (فيلتفت المهدي وقد نزل عيسى (عليه السلام) كأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم صلّ بالناس، فيقول عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي عيسى خلف رجل من ولدي، فإذا صُلِّيت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعُه، فيمكث أربعين سنة). وقد روي هذا المضمون في الكثير من مصادرهم كما سيأتي، حتى إن أبا الحسن الآبري (ت٣٦٣هـ) قال: (تواترت الأخبار واستفاضت [بكثرة رواتها عن المصطفى (صلّى الله عليه وسلّم)] في المهدي وأنه من أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وأنه يملك سبع سنين ويملأ الأرض عدلاً وأنه سيخرج من عيسى بن مريم... وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى (صلى الله عليه) يصلي خلفه)، وقال ابن حجر العسقلاني: (تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة، وأن عيسى (عليه السلام) سينزل ويصلي خلفه).