Перейти в канал

أحمد صبري أبو رقية

17
#الزواج من وجهة النظر اﻹنسانية عملية طبيعية لتقويم كيان المجتمع اﻹنساني ،لذلك كان لا بُد أن يُنزل منزلة هامة في حياة اﻹنسان و من هذا المنطلق كان تشريع الزواج بأحكامه و مقرراته الشرعية هو السور الذي يُصان به الفرد من اﻹنهيار العقلي و العاطفي. إنَّ من جُملة التشريعات اﻹسلامية التي تتسم بالحكمة في الهدف و البعد في القصد و المصلحة في التشريع (الزواج) الذي هو في اﻹسلام عبارة التوافق و #اﻹنسجام و اﻹمتزاج و الوئام ،و الوحدة الحقيقية التي ليسَ لها انفصام. بسم الله الرحمن الرحيم {و من آياتهِ أن خلق َ لكم م̷ـــِْن أنفُسِكُم أزواجاً لتسكنوا إليها و جعلَ بينكم مودّةً و رحمة إنَّ في ذلك ﻵياتٍ لِقومٍ يتفكرون} الروم: ٢١ . و أول شئ يُشار إليه بهذا الصدد و ينوه عنه بهذا الخصوص هو قوله تعالى: (و م̷ـــِْن كلِّ شيئٍ خلقنا زوجين اثنين) الذاريات: آية 49. الذي يشير إلى عموم القانون الزوجي و شموله و الذي يعلن فيه صانع الكون فلسفة الصناعة و حكمة اﻹبداع و الخَلق ،فيُركِّز على أنهُ قد أنشأ هذا المعمل الكوني على قاعدة الزوجية ،و كل من يلاحظ ما بدائع الصنع في هذه الخليقة راجع إلى تلك المزاوجة بين اﻷشياء ،و ليست تلك المزاوجة في الحقيقة و الواقع إلا كون شئ متصفاً بالفعل و آخر متصفاً باﻹنفعال،و كون التأثير في أحدهما و في اﻵخر التأثر ،و ما هذا الفعل و اﻹنفعال إلا هو علاقة الزوجية بينهما و العلاقة هذه هي اﻷصل لتركيب اﻷشياء في هذا العالم ،و على هذا التركيب يجري نظام هذا الكون ،فكلُّ شئ فيه قد خُلِقَ زوجين من اﻷزواج المتشاكلة يرتبطان-من حيث المبدأ- بهذه العلاقة التي يكون أحدهما فيها مؤثراً و اﻵخر متأثراً و قابلاً.