Перейти в чат

وعجلت اليك ربي لترضى

579
إلهي، أنت الحي القيوم، والبارئ المصور، مالك الذوائب والنواصي، وحافظ الدواني والقواصي، ومصرّف المطيع والعاصي. إلهي، وأنت الظاهر الذي لا يجحدك جاحد إلا زايلتْه الطمأنينة، وأسلمه اليأس، وأوحشه القنوط، ورحلت عنه العصمة، فتردد بين رجاء قد نأى عنه التوفيق، وأمل قد حفَّت به الخيبة، وطمع يحوم على أرجاء التكذيب، وسر قد أطاف به الشقاء، وعلانية قد أناف عليها البلاء، لا يُرى إلا موهون الْمُنّة، مفسوخ القوة، مسلوب العُدّة، تشنؤه العين، وتقلاه النفس، عقله عقل طائر، ولبه لب حائر، وحكمه حكم جائر، لا يروم قرارًا إلا أُزعج عنه، ولا يستفتح بابًا إلا أُرتج دونه، ولا يقبس ضرمًا إلا أُجج عليه، إن سمع زيّف، وإن قال حرّف، وإن قضى خرّف، وإن احتج زخرف، ولو فاء إلى الحق لوجده ظلاًّ ظليلاً، وأصاب تحته مثوًى ومقيلاً. إلهي، وأنت الباطن الذي لا يرومك رائم، ولا يحوم على حقيقتك حائم، إلا غشيه من نور إلهيتك، وعز سلطانك، وعجيب قدرتك، وباهر برهانك، وغرائب غيوبك، وخفي شانك، ومخوف سطوتك، ومرجو إحسانك، ما يرده حسيرا، ويزحزحه عن الغاية خجِلا مبهورًا. لك السلطان والمملكة، وبيدك النجاة والهلَكة، وإليك -إلهي- المفر، ومعك المقر، ومنك صوب الإحسان والبر، أسألك بأصح سر، وأكرم لفظ، وأفصح لغة، وأتم إخلاص، وأشرف نية، وأفضل طوية، وأظهر عقيدة، وأثبت يقين، أن تصد عني كل ما يصد عنك، وتصلني بكل ما يصل بك، وتُحبب