203
'بَـعد يَـوم كُـله هَـم وَغـم وَنصـب وَوصَـب وَكـدَر ، وَقـد ضَاقَـت النَّفـس وَحـاكَ الصَـدر وَرانَ عَـلَى القَـلب ، لَا بُـد مِـن جَـلَاء لِلقـلب مِـن سَـوادِ نُكـتِه وَشـفَاء لِلـصدر مِـن عَظـيِم هَـمّه وَغـمّه ، وَسَكيـنَة لِلنـفس مِـن ضِيقـهَا وَاضطِـرابِها ، وَخـلَاص المَـرء مِـن ذَلِـك وَفكـاكِ أَسـرِه مِـن دُنـيَاه وَحطَـامهَا ، رَكعَـتين وَصفَحـتَين وَدعـوتَين فِـي إِدبَـار نَهـارِه وَإقـبَال لَيـلِه وَدنـو نَومِـه ، بِـها يَسـمُو فِـي مَنـازِل رَحـمَة رَبـه ، وَيخـتِم جَولَـة عِراكِـه وَمجـاهَدة نَفـسِه بِطـاعة رَبـه وَنـيل رِضـوانِه..
قَـال تَبـارَك وَتعالَـى :
' وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا '
' فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ '
وَعَـنه ﷺ : ' عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى ، و منهاةٌ عنِ الإثمِ ، و تكفيرٌ للسيئاتِ ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ '