Перейти в канал

كلام ورق

474
من أنا؟ لست سوى كائنًا يحُث بالشقاء على نفسه وعلى الآخرين.. ما الذي أفعله سوى أني أسلط الضوء على الأفكار والمواضيع والمشاعر والتساؤلات التي نريد أن نبتعد عنها.عندما أستلقي هنا على سريري أفكر: “حسنًا وماذا بعد؟ وما الذي أجنيه من زرع الشكوك والتساؤلات؟ ما الذي أجنيه من تهييج المشاعر؟ ما الذي يجب أن أقوله، وما الذي لا يجب أن أقوله؟ هل الأمر كله يستحق حقًا العناء من أجله؟ هل كنت أختبر نفسي؟ أم أني كنت أختبر العالم؟ أم أني كنت أختبر البشر؟ ولماذا أتحدث بكل ثقة وكأن العالم والبشر يولوني الاهتمام؟ لماذا أتحدث وكأني معروف؟”.لقد كنت وحيدًا طوال الوقت، وكنت أعلم ذلك جيدًا في قرارة نفسي ولكنني اخترت خداع نفسي قائلاً بكل جنون وجراءة: “كلا أنا لست بوحيد”، ومن أجل ماذا؟ لا أعلم، أو ربما أعلم لكن أخاف الإجابة! الكل يعلم لماذا هو وحيد، الكل دون استثناء.بالأمس كان الطقس باردًا جدًا لذا تعريت وقررت أن أتجمد على سريري وجعلت الهواء البارد يفترسني تمامًا.. أخذت أرجف لساعتين أو ثلاث مثل قلبٍ مفزوع.. كان الأمر منهكًا، شعرت أنني سأموت، وحينها فقط أدركت أنني وحيد وأنه لا قيمة لي.كنت مستلقيًا هُنا، قطعة لحم كبيرة فاسدة ومتجمدة لا تشتهيها حتى الكلاب، ولم يلقِ لها بالاً أي أحد، ولا حتى أنا، ولا حتى سريري، ولا حتى الهواء الذي كان يتسلق جسدي فقط لثوان ثم يبتعد كحال كل نسمة هواء باردة تتحسس قشرة جلدي الميتة.هل الأمر مزعج أن تكون وحيدًا؟ كلا ولكن المزعج هو أن لا تكون ذا قيمة، لكن لِما لدي هذه الرغبة القوية في أن أكون ذا قيمة؟! ما الفرق الذي قد يشكله تحقيق ذلك؟ أعتقد أن هذا لا يعني سوى المزيد من القلق.. لا شيء لأتحسف عليه، لا شيء.من أنا؟ كائن ضائع لا قيمة له ولا يحسب له أية حساب.. من أنا؟ كائن ضعيف.. من أنا؟ كائن صامت.. من أنا؟ كائن لا خير فيه ومصدرًا للإزعاج.. من أنا؟ كائن يجب أن يُعدم أو يُزج في السجن للأبد.. من أنا؟ كائن يريد الراحة وحسب.