Перейти в канал

دروس في التوحيد

210
{المسألة : الثانية} أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، والدليل : قول الله تعالى {وَأَنَّ ٱلۡمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُوا۟ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدࣰا} { الجن - ١٨} {شرح المسألة : الثانية} يجب علينا أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد بل هو وحده المستحق بالعبادة ودليل ذلك ماذكره المؤلف رحمه الله في : قول الله تعالى {وَأَنَّ ٱلۡمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُوا۟ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدࣰا} {الجن - ١٨} فنهى الله تعالى أن يدعوا الإنسان مع الله أحداً ولا ينهي الله عن شيئ إلا وهو لا يرضاه سبحانه : قال الله تعالى {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَايَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَوَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} {الزمر - ٧} فالكفر و الشرك لايرضاه الله سبحانه و تعالى : بل إنما أرسل الرسل و أنزل الكتب لمحاربة الكفر و الشرك و القضاء عليهم : قال الله تعالى {فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَايَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} {التوبة -٩٦} وإذا كان الله لايرضى بالكفر و الشرك فإن الواجب على المؤمن أن لايرضى بهما لأن المؤمن رضاه و غضبه تبعاً لرضا الله و غضبه فيغضب لما يغضب الله و يرضى لما يرضى الله عز وجل وإن الله لا يرضى أن يشاركه في عبادته الملك المقرب أو النبي المرسل فما دونهم من الخلق أبعد عن ذلك و الشرك أمره خطير فهو أعظم الذنوب على الإطلاق لذلك لايغفره الله لمن ماتعليه : قال الله تعالى {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَالِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} {المائدة - ٧٢} قال {رسول الله صلى الله عليه وسلم} {مَن لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ به شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ ومَن لَقِيَهُ يُشْرِكُ به دَخَلَ النَّارَ} أخرجه البخاري {١٢٩} ومسلم {٩٣} فمن أجل الشرك أرسل الله الرسل لكي يحذِّروا الناس منه و يدعوهم إلى توحيد الله عز وجل فإن بين آدم و نوح عشرة قرون كانت على التوحيد لم يحدث فيها الشرك و أول ما وقع الشرك في قوم نوح في الغلو في الصالحين الذين ذكرهم الله : في قول الله تعالى {وَقَالُوا۟ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدࣰّا وَلَا سُوَاعࣰا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسۡرࣰا} {نوح - ٢٣} وعن إبن عباس : رضي الله عنهما : في هذه الأية قال {صَارَتِ الأوْثَانُ الَّتي كَانَتْ في قَوْمِ نُوحٍ في العَرَبِ بَعْدُ أمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بدَوْمَةِ الجَنْدَلِ وأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ وأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بالجَوْفِ عِنْدَ سَبَأٍ وأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ وأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الكَلَاعِ أسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِن قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا أوْحَى الشَّيْطَانُ إلى قَوْمِهِمْ أنِ انْصِبُوا إلى مَجَالِسِهِمُ الَّتي كَانُوا يَجْلِسُونَ أنْصَابًا وسَمُّوهَا بأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حتَّى إذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وتَنَسَّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ} أخرجه البخاري {٤٩٢٠} والشرك أنواعه وأقسامه على المكلف أن يعرفها حتى يحذر منها وقد راج في زمانن أنوع من أنواع الشرك خطر وهو شرك الحاكمية بحيث لايوجد من المسلمين وعلمائهم من ينكره ويحذر منه إلامن رحم الله بل ويوجد من العلماء من ينصره ويسهل له ليلبس على الأمة ويهون الوقوع فيه عياذاً بالله من ذلك ، يتابع...