Перейти в канал

دروس في التوحيد

193
{بسم الله الرحمن الرحيم} إّن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سّيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضّل له ومنُ يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أّن محمداً عبده ورسوله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن أقتفى أثره : الحمد لله الذي علمنا وأنعم علينا بالدين الحمد لله الذي منّ علينا بالإسلام وهدانا للتوحيد والإيمان الحمد لله الذي هدانا للسنة والإعتصام بالجماعة وجنبنا سبيل البدعة والفرقة الحمد لله الذي أنقذنا من ظلمات الجهل إلى نور التوحيد والعلم اللهم سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يارب العالمين ، يقول الله تعالى {يَاَأُّيَها اَّلِذيَن آَمُنوا اَّتُقوا الَّلَهَ حَّقُ تَقاِتِهَ ولاَ تُموُتَّنِ إَّلاَ وَأْنُتْمُ مْسِلُموَن} {آل عمران - ١٠٢} ويقول الله تعالى {َيٰأَيَها الَّناُس اَّتُقواَ رَّبُكُم اَّلِذيَ خَلَقُكْمِ مْنَ نْفٍسَ واِحَدٍةَ وَخَلَقِ مْنَها َزْوَجَهاَ وَبَّثِ مْنُهَماِ رَجالاًَ كِثيرًاَ وِنَساًءَ واَّتُقوا الَّلَه اَّلِذيَ تَساَءُلوَنِ بِه َواْلَأْرَحاَمِ إَّن الَّلَهَ كاَنَ عَلْيُكْمَ رِقيبًا} {النساء - ١} ويقول الله تعالى {َيٰأَيَُها اَّلِذيَن آَمُنوا اَّتُقوا الَّلَهَ وُقوُلواَ قْولاًَ سِديدًا۝ يْصِلْحَ لُكْم َأْعَماَلُكْمَ وَيْغِفْرَ لُكْمُ ذُنوَبُكْمَ وَمْنُ يِطِع الَّلَهَ وَرُسوَلُهَ فَقْدَ فاَزَ فْوزًاَ عِظيمًا} {الأحزاب - ٧٠-٧١} أّمابعد : فإّن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدُي {محمد صلى الله عليه وسلم} وشّر الأمور محدثاتها وكّل محدثة بدعة وكّل بدعة ضلالة وكّل ضلالة في النار ، أيها الأحبة في لله حديثنا في هذه السلسلة الطيبة حديث عن أعظم الأمور وأقدس المعارف والعلوم منهجٌ عقائديٌ تربويٌ ولا تقومُ للإسلام والمسلمينَ قائمةٌ بدونه حديثنا عن أصل ديننا لأنه أصلُ الأصول وهو سلم الوصول ومن حُرمَ الأصول حُرمَ الوصول حديثنا عن الأمر الذي تتعلق به النجاة من الشرك و الكفر و الخلود في النار حديثنا عن الغاية التي من أجلها خلقنا الله تعالى التي من أجلها ارسل الله الرسل وانزل الكتب وأمرة بالجهاد والقتال حديثنا عن التوحيد عن توحيد الله تبارك وتعالى حديثنا عن الأمر الذي بعث فيه كل الرسل والأنبياء في كل ألامم ولا يُعذر أحدٌ بالجهل في أصول الدين : لماذا ؟ لأن الله عزوجل أرسل رسولاً وأنزل كتابا وأعطاك العقل وجبلك على الفطرة وقبل ذلك كله أخذ علينا الميثاق فأقام الحجة على خلقه بذلك ، قال الله تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} {النحل - ٣٦} وقال الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} {الأنبياء - ٢٥} وقال الله تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} {مريم - ٧١} أما الرسول : قال الله تعالى {وَمَاكُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} {الإسراء - ١٥} وقال الله تعالى {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} {النساء - ١٦٥} وقد أرسل الله نبينا {محمداً صلى الله عليه وسلم} وجعله أخر الرسل والانبياء فدعا إلى التوحيد الذي هو حق الله على العبيد و إتباع لنبي الله {إبراهيم عليه السلام} قال الله تعالى {ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ} {النحل - ١٢٣} : وبينه للبشرية ، وأما العقل : قال {رسول الله صلى الله عليه وسلم} {رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يُفِيقَ} أخرجه أبي داود في {السنن الجزء السادس} {٤٤٠٣} والترمذي في {الجامع الكبير المجلد الثالث} {١٤٢٣} باختلاف يسير والنسائي في {السنن الكبرى الجزء الخامس} {٥٥٩٦} وأما الفطرة : قال {رسول الله صلى الله عليه وسلم} {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاء} ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ : رَضِيَ اللَّهُ عنْه {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} أخرجه البخاري {١٣٨٥} ومسلم {٢٦٥٨} وأما الميثاق فهو الذي أخذه الله على خلقه بقول الله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ