Перейти в канал

دروس في التوحيد

159
{ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} {الأعراف - ١٧٢} وحمل تلك الدعوة من بعده أصحابه رضوان الله عليهم ثم التابعون من بعدهم ثم أتباعهم وإلى يومنا هذا حمل هذا الدين وهذا العلم الشريفين عدول هذهِ الأمة فبينوه للناس ونافحوا عنه وذبوا عنه وأزالوا عنه الشبهات إلا أنه مع طول الأمد وقلة العلم واندراس كثير من معالم الدين صارت الناس في زمن تموج فيه الفتن فتن الشرك و فتن الكفر و فتن الشبهات التي مست أصول هذا الدين عند كثير من المنتسبين لهذه الأمة حتى أصبح كثير من أمتنا حيارى ضائعين يتخبطون ولقد غيبت معالم عقيدة التوحيد عن كثير من الناس وبعد الأكثرون عن منهج الله عز وجل فعاشوا في الضلال : فما هو المخرج مما نحن فيه : ولا شك ولا ريب أن منشأ الخلل والإعوجاج يكمن ابتداءً في جهل التوحيد ومسائله لذلك فإن أول خطوات في الخروج من هذهِ الفتن والأزمات هو أن نعود الى التوحيد عقيدةً وعلماً وعملاً ودعوةً وحالاً ليكون لنا هدايةً في الدنيا وعصمةً ونعيماً في الآخرة و جنة : ولا بد لكلِّ مسلمٍ و مسلمة جاهلا كان أو عالماً أمياً كان أو متعلماً حراً كان أو عبداً ذكر ًكان أو أنثى أن يعلم من دينه أصوله ما ينجيه من النار ويدخله الجنة : فيا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة اعلمو جميعا أنه لن يدخل الجنة إلا نفس موحدة إعلمو جميعا أن المرء قد يدخل في الكفر دون أن يشعر ودون أن يبالي والكافر ليس له في الجنة نصيب بل قضى الله بخلوده في النار : فقال الله تعالى {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} {المائدة - ٧٢} وقال الله تعالى {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ} {البينة - ٦} وقال الله تعالى {إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} {آل عمران - ١٩} فاعلموا أيها المسلمون أيها المسلم أيتها المسلمة إعلموا أن من فقد التوحيد سيبقى في العذاب خالداً مخلدا ولا نجاة ولا خلوص من الشرك الا بالتوحيد فيا أيها الرجل المسلم ويا أيها الشاب المسلم ويا أيتها المرأة المسلمة ويا أيتها الفتاة المسلمة أنقذوا أنفسكم من النار يا طالب العلم أنقذ نفسك من النار يا أيها الرجل أنقذ نفسك وأهلك وأولادك من النار يا أيتها المرأة أنقذي نفسك وأولادك من النار يا أيها المسلمون أنقذوا أنفسكم من النار : ‏ قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} {التحريم - ٦} وقال الله تعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} {آل عمران - ٨٥} وكم من امرئ حيا في الهداية زمناً طويلاً ثم زل فتخبط في أوحال الشرك حتى ختم له بذلك وحينها فالنار ولا نجاة من النار لمن هي حاله ، وحذاري من علماء الطواغيت والفضائيات إياك أن تأخذ علم ممن خان الله في العمل فكيف لايخونه بالعلم ، قال الإمام مالك رحمه الله : لا يؤخذ العلم عن أربعة : الاول : سفيهٍ يُعلن السفهَ وإن كان أروى الناس ، الثاني : وصاحب بدعةٍ يدعو إلى هواه ، الثالث : رجل معروف بالكذب في أحاديث الناس و إن كان لايكذب على {الرسول صلى الله عليه وسلم} ، الرابع : وصالحٌ عابدٌ فاضلٌ إذا كان لا يحفظ ما يحدِّث ، وقال الإمام البربهاري رحمه الله : وأحذر ثم أحذر أهل زمانك خاصة : و أنظر من تجالس و ممن تسمع و ممن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا من عصمه الله منهم ، وقال أيضًا رحمه الله : والمحنة في الإسلام بدعة : وأما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله : إنَّ هذأ العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم : و لا تقبلوا الحديث إلا ممن تقبلون الشهادة : فننظر فإن كان صاحب سنة له معرفة صدوق كتبت عنه و إلا تركته ، وقبل البدأية في هذا الدورة المباركة بإذن الله ننوه الإخوة الموحدين من طلاب العلم الى أمور مهمه وهي ، أولاً : لا بد لطالب العلم من تزكية النفس لكي ينظف روحـه وقلبه من درن المعاصي والذنوب والآثام وأن يكنس تلك الشوائب العالقة لكي يبني أساساً صحيحاً على أرضٍ نظيفةٍ وتكون تزكية النفس بإخلاص القصد فيكون تعلمك العلم لوجه الله تعالى فتدعو إلى دينه على بصيرةٍ وحقٍ وترفع الجهل عن نفسك وغيرك وأحذر كل الحذر أن تقصد بتعلمك المقاصد الدنيوية بل أجعل الهدف من ذلك نصرة الحق وأهله في زمنٍ قل فيه مناصرو الحق من العلماء ،