Перейти в канал

دروس في التوحيد

177
{وعلم يا أخي الموحد أنك كلما ازددت عِلماً في شريعة ربنا العصماء كلما كان لكلامك أثرٌ أكبر على قلوب الموحدين وارتفع قدرك عند الله وتوسعت دائرة التكليف ؛ وعلم أن معركتنا مع أعدائنا ليست مقصورة على القتال والسلاح بل هي معركة مفتوحة من كل الجوانب وخاصة مع كثرة الأعداء ومنهم من ينتسب للعلم من عبيد الطواغيت المرتدين الذين حاربوا الله ورسوله والمؤمنين : ووقفوا بصف الكفار على المسلمين من أحفاد بلعام بن باعوراء وحمير العلم من الغلاة الذين لم يقفوا إلا على منتصف الطريق من العلم ولم يأتون من العلم إلا نصيبا قليل فزلوا عن الطريق مع الغاوين ولعل أهمها معركة الوعي والفكر والعلم والعمل به أيضاً : فما أجمل أن يكون الأنسان متبصراً بطريق ربه عارفاً لما ينبغي عليه أتجاه أمته ودينه فلذلك يجب على الموحد تعلم أمور دينه حتى يقف في وجه هؤلاء الغاوين والدجالين من علماء السوء من عبيد الطواغيت المرتدين والغلاة وغيرهم من أهل الضلال وإليك ما يرغب طالب العلم فيه ، وَعن أبي الدرداء : رضي الله عنه قَال : قال {رسول الله صلى الله عليه و سلم} {مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ} رواه أبو داود {٣٦٤١} وابن ماجه {٢٢٣} وعن أَبي هُريرةَ : رضي الله عنه قَالَ : قَال {رسول الله صلى الله عليه و سلم} {منْ سُئِل عنْ عِلمٍ فَكَتَمَهُ أُلجِم يَومَ القِيامةِ بِلِجامٍ مِنْ نَارٍ} أخرجه أبو داود {٣٦٥٨} والترمذي {٢٦٤٩} وابن ماجه {٢٦٦} وعنْ عبدِاللَّه بن عمرو بن العاص : رضي الله عنهما قَالَ : قال {رسول الله صلى الله عليه و سلم}  {إنَّ اللَّه لاَ يقْبِض العِلْم انْتِزَاعًا ينْتزِعُهُ مِنَ النَّاسِ ولكِنْ يقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَماءِ حتَّى إِذَا لمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا فَسئِلُوا فأفْتَوْا بغَيْرِ علمٍ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا} أخرجه الترمذي في {الجامع الكبير الجزء الخامس {٢٦٥٢} والبخاري {١٠٠} ومسلم {٢٦٧٣} باختلاف يسير ؛ فنسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يتقبل منا جميعا وأن يعيننا على تعلم ديننا والعمل بما فيه وأن نخلص نياتنا لله عز وجل فاللهم يا ذا الجلال والإكرام تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ،