Перейти в канал

دروس في التوحيد

270
{المسألة : الثالثة} أن من أطاع الرسول ووحد الله لايجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب ، والدليل : قول الله تعالى {لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰ⁠نَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} {المجادلة - ٢٢} {شرح المسألة : الثالثة} أن من أطاع الرسول أي من حقق المسألة الأولى ووحد الله أي حقق المسألة الثانية بقي عليه أن يحقق الثالثة وهي أن لا يوالي أعداء الله ورسوله ولو كان هذا العدو أباً أو إبن أو أخاً أو عشيرةً وهذا ما يسمى بملة إبراهيم وهي الفرقان الإسلام الولاء والبراء وهو أصل عظيم جاءت به النصوص الكثيرة منها : قول الله تعالى {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةࣰ مِّن دُونِكُمۡ لَا یَأۡلُونَكُمۡ خَبَالࣰا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَاۤءُ مِنۡ أَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَمَا تُخۡفِی صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَیَّنَّا لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ} {آل عمران - ١١٨} وقال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {المائدة - ٥١} وقال الله تعالى {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ دِینَكُمۡ هُزُوࣰا وَلَعِبࣰا مِّنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِیَاۤءَۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ} {المائـدة - ٥٧} وقال الله تعالى {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَٰنَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلْإِيمَٰنِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ} {التوبة - ٢٣} وقال الله تعالى {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُۥٓ} {الممتحنة - ٤} ولأن موالاة من حاد الله ورسوله ومداراته تنافي الإيمان كلهأ وكماله : فالواجب على المسلم معاداة من حادَّ الله ورسوله ولوكان أقرب قريب إليه و بغضه و الإبتعاد عنه ولكن هذا لايمنع نصيحته ودعوته للحق فإذا علمت هذا فاعلم أن التعامل مع الكفار له ثلاث حالات : الأولى : معاملة مكفرة مخرجة عن الملة وهي {التولي} وذلك نحو محبة دين الكفار ومحبة إنتصارهم ومعاونتهم على المسلمين وغيرها ، الثانية : معاملة محرمة غير مكفرة وهي {الموالاة} وذلك نحو تصديرهم في المجالس وإبتداؤهم بالسلام وموادتهم التي متصل إلى حد التولي وغير ذلك ، الثالثة : معاملة جائزة وهي غير داخلة في الموالاة مثل العدل معهم والإقساط لغير المحاربين من هم ونحو ذلك ، و إعلم أن الولاء والبراء الذي هو ملة إبراهيم وهو من أصول الدين الذي لايقوم إلابتحقيقها ومن زعم أنه يقيم دين الإسلام بغير البراء والولاء فقد سلك طريق إبليس وقد لبَس على الأمة أمر دينها ، قال الله تعالى {وَمَن یَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَیۡنَـٰهُ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَإِنَّهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ } {البقرة ١٣٠} ويقول الله تعالى مخاطباً نبيه {صلى الله عليه وسلم} {ثُمَّ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ أَنِ ٱتَّبِعۡ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ حَنِیفࣰاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ} {النحل - ١٢٣} بهذا الوضوح بين الله المنهاج والطريق وهو ملة إبراهيم لاغموض في ذلك ولا التباس ومن يرغب عنها فهو سفيه ، وملة إبراهيم هي : الأول : إخلاص العبادة لله وحده ، الثاني : البراءة من الشرك وأهله ، وهو معنى {لا إله إلا الله} يقول : الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : أصل دين الإسلام وقاعدته أمران ، الأول : الأمر بعبادة الله وحده لاشريك له والتحريض على ذلك والموالاة فيه وتكفير من تركه ، الثاني : الإنذار عن الشرك في عبادة الله و التغليظ في ذلك و المعاداة فيه وتكفير من فعله ،