Перейти в канал

دروس في التوحيد

245
{وهذا هو التوحيد ومعنى {لا إله إلا الله} الذي دعا إليه الرسل ، تنبيه وقد يظن ظانٌ أن ملة إبراهيم تتحقق في زماننا هذا بدراسة التوحيد ومعرفة أقسامه وأنواعه الثلاثة معرفة نظرية وحسب مع السكوت عن أهل الباطل وعدم إعلان وإظهار البراءة من باطلهم ولمثل هؤلاء نقول : لا يتصور أحداً يعرف التوحيد ويعمل به ويعادي المشركين ومن لم يعادهم لا يقال له عرف التوحيد وعمل به. وعلم أن من أخص خصائص ملة إبراهيم : الأول : إظهار البراءة من المشركين و معبوداتهم الباطلة ، الثاني : إعلان الكفر بهم و بآلهتهم و مناهجهم و قوانينهم وشرائعهم الشركية ، الثالث : إبداء العداوة و البغضاء لهم ولأوضاعهم ولأحوالهم الكفرية حتى يرجعوا إلى الله و يتركوا ذلك كله و يبرؤا منه ويكفرو ابه ، قال الله تعالى {قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ فِیۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ إِذۡ قَالُوا۟ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَ ٰۤ⁠ ؤُا۟ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥۤ} {الممتحنة - ٤} قال سفيان الثوري : من لاق لهم دواة أو برى لهم قلماً أو ناولهم قرطاساً دخل في ذلك ، قال الشيخ حمد بن عتيق : فتوعد سبحانه بمسيس النار من ركن إلى أعدائه {ولو بلين الكلام} ، يقول سليمان بن سحمان : فمن لم يعاد المشركين ولم يوال ولم يبغض ولم يجتنب فليس على منهاج سنة أحمد وليس على نهج قويم معرب ، إنتهى...