Перейти в канал

دروس في التوحيد

294
{شرح الآية من سورة إبراهيم} يقول إبن عباس عن : قول الله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً} شهادة أن لا إله إلا الله {كَشَجَرَةٍۢ طَيِّبَةٍ} هو : المؤمن {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} يقول : لا إله إلا الله في قلب المؤمن {وَفَرْعُهَا فِى ٱلسَّمَآءِ} يقول ابن عباس : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء : وقول الله تعالى {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍۢ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} وهذا مثل كفر الكافر لا أصل له ولاثبات مشبه بشجرة الحنظل ويقال لها الشريان : رواه شعبة بسنده عن : أنس قال : مثلاً كلمة {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍۢ طَيِّبَةٍ} قال : هي النخلة ، {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍۢ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} قال : هي الشريان ، وقول الله تعالى {ٱجْتُثَّتْ} أي استؤصلت {مِن فَوْقِ ٱلْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍۢ} أي لا أصل لها ولا ثبات : كذلك الكفر لا أصل له ولافرع ولايصعد للكافر عمل ولايتقبل منه شيئ ، وأماقول الله تعالى {یُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَیُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِینَۚ وَیَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ} عن البراء بن عازب : رضي الله عنه : أن {رسول الله صلى الله عليه وسلم} قال : {المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك : قول الله تعالى {یُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ} رواى مسلم {٢٨٧١} والبخاري {١٣٦٩} وعن ابن عمر قال : كنا عند {رسول الله صلى الله عليه وسلم} فقال : {أخبروني بشجرةٍ كمثلِ الرَّجلِ المسلمِ تؤتي أُكلَها كلَّ حينٍ لا يتحاتُّ ورقُها قال فوقعَ في نفسي أنَّها النَّخلةُ : فَكرِهتُ أن أتَكلَّمَ وثَمَّ أبو بَكرٍ وعمرُ فلمَّا لم يتَكلَّموا فقال {رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ} هيَ النَّخلةُ فلما قمنا قلت لعمر يا أبتاه والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة قال : ما منعك أن تتكلم : قلت لم أركم تتكلمون فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً قال : عمر لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا} أخرجه البخاري {٦١٤٤} ومسلم {٢٨١١} فنعلم من هذا كله وغيره أن أصل الدين هو هذه الكلمة {لا إله إلا الله} والذي يثبته الله عليها في الدنيا يثبته في الآخرة عند سؤال القبر كما هو معلوم في الآية ومن كلام إبن عباس وغيره في تفسيرها ، يتابع...