261
{القسم : الأول}
توحيد الربوبية ،
{التوحيد العلمي} هو الذي أقر به الكفار من كفار قريش و غيرهم في زمن
{ الرسول الله ﷺ } بل وفي كل زمان من القرون الأولى بل حتى أقوام الرسل و الأنبياء السابقين كانو يعلمون هذا التوحيد و يقرون به و مع إقراريهم لهذا التوحيد إلا أن الله وصفهم في كتابه الكريم كيف عذبهم عذابً شديد و كيف أهلكهم أجمعين إلا من إتبع الرسل في توحيد { الإلوهية } فؤلائك أنجاهم الله من العذاب وهذا التوحيد سنتحدث عنه في القسم الثاني إن شاء الله : وحتى الي زمانينا الكفار يقرون في هذا التوحيد : لكنهم كانوا يقعون في أشياء تخل به وتقدح فيه : ومن ذلك نسبتهم المطر إلى النجوم واعتقادهم في الكهنة والسحرة بأنهم يعلمون الغيب إلى غير ذلك من صور الشرك في الربوبية : لكنها تبقى قليلة محصورة إذا ما قورنت بصور شركهم في {توحيد الإلهية والعبادة} ومع إقراريهم في هذا التوحيد الي أنه لم يدخلهم في الإسلام : بل قاتل
{ رسول الله ﷺ } الكفار في زمانه واستحل دمائهم وأموالهم رغم أنهم مقرون لهذا التوحيد و معترفون بأنه { لله فقط }: و أن لا يشرك أحد مع الله في توحيد الربوبيه وسبب :
قتالهم و تكفيرهم هو أنهم كما :
قال الله تعالى {فَإِذَا رَكِبُوا۟ فِی ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ یُشۡرِكُونَ} {العنكبوت - ٦٥} و هذا دليل واضح على أن كفار قريش و غيرهم و حتى كفار الرسول السابقين كانو مقرون لله {بربوبية} و كانو إذا اشتد عليهم الموج في البحر دعو الله مخلصين في الدعاء ولما نجاهم الله من الموج الي البرا يرجعو الي دعاء آلهتهم و الي الشرك بالله ،
وقال الله تعالى {وَمَا قَدَرُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِیعࣰا قَبۡضَتُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ مَطۡوِیَّـٰتُۢ بِیَمِینِهِۦۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ} {الزمر - ٦٧} أي أنهم أشركُ في عبادة الله وجعلو واسئط بينهم و بين الله و عبدو من لا يستحق العباده وهذا كان سبب كفرهم و قتالهم ،
أنهم مشركون في توحيد الألوهية : وهذا الفرق بيننا و بين ملل الكفر هوا هذا التوحيد و رأس أمر هذا التوحيد هيا كلمة { لا إله إلا الله } ،
وبعض الناس الذين ممن ينكرون الربوبية :
لكن فضحهم الله :
بقول الله تعالى {وَجَحَدُوا۟ بِهَا وَٱسۡتَیۡقَنَتۡهَاۤ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمࣰا وَعُلُوࣰّاۚ فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِینَ } {النمل -١٤} أي : أقروا بتوحيد الربورية باطنًا وتيقنوا أنها الحق لكن : جحدوها في الظاهر ظلمًا وعلوًّا ،
{وهو توحيد الله في الأعمال والأفعال التي إختص بها وليست لغيره منها شيء هي أفعال الله المتعدية لخلقه التي يفعلها بغيره}
{من التصرف بسير هذا الكون}
ودليل : الملك : قال الله تعالى {فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِیمِ}
{المومنون - ١١٦} وقال الله تعالى {قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ} {آل عمران - ٢٦} وقال الله تعالى {وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی لَمۡ یَتَّخِذۡ وَلَدࣰا وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ شَرِیكࣱ فِی ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ وَلِیࣱّ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِیرَۢا} {الإسراء - ١١١}
ودليل : الأمر : قال الله تعالى {وَمَاۤ أَمۡرُنَاۤ إِلَّا وَ ٰحِدَةࣱ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ } {القمر - ٥٠}
وقال الله تعالى {یَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَـٰهِلِیَّةِۖ یَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَیۡءࣲۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ} {آل عمران - ١٥٤}
ودليل : الخالق : قال الله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَرࣲ} {القمر - ٤٩}
وقال الله تعالى {قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِیۤ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَیۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ} {طه - ٥٠}
وقال الله تعالى {نَحۡنُ خَلَقۡنَـٰكُمۡ فَلَوۡلَا تُصَدِّقُونَ}
{الواقعة - ٥٧}
ودليل : الإحياء : قال الله تعالى {كَیۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَ ٰتࣰا فَأَحۡیَـٰكُمۡۖ ثُمَّ یُمِیتُكُمۡ ثُمَّ یُحۡیِیكُمۡ ثُمَّ إِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ} {البقرة - ٢٨}
وقال الله تعالى{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلࣰا وَنَسِیَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن یُحۡیِ ٱلۡعِظَـٰمَ وَهِیَ رَمِیمࣱقُلۡ یُحۡیِیهَا ٱلَّذِیۤ أَنشَأَهَاۤ أَوَّلَ مَرَّةࣲۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِیمٌ}