Перейти в канал

أفِــيم.

317
عندما تطلقت أمي ورحلت في حال سبيلها، أجبرنا والدي على عدم زيارتها ،! وكانت الأيام كفيلة بأن أنساها وأعتاد على زوجة أب قاسية .... أخي الذي كان يغيب عن المنزل لليلة أو اثنين ...لم يأبه حين يعود للعقاب الذي ينتظره!! ومع الكثير من الركل والصفع كان يتظاهر أنه فاقد للوعي ،فينفذ من الاعتراف عن مكان غيابه!!... يوم ما أتذكر أنه دام على غياب أخي أكثر من ثلاث أيام وكان والدي يشتاط غضبا، ولكثرة ما أغدقت زوجته برأسه عليه أراد أن يسبب له موتا مؤقتا،...! ماهي الا ساعة واحدة كان أخي ممدا على أرضية الغرفة غارقا بدمائه ..عندها أدركت أن الوحدة كفيلة بجعلي أنساه هو الاخر... كنت صديق أخي الوحيد مع ذالك لم يخبرني أيضا أين كان يقضي الأيام التي يغيبها... ربما لأني كنت جبانا وأخاف من ظلي ..... في ليلة باردة وجدت تحت وسادته رسالة خائفة فيها :"واصل زيارة أمنا فهي عمياء ولا تفرق صوتنا ،وواصل رعايتها تحت التعذيب ولا تشعرها أن أحدنا قد رحل" من أقسى ما قرأت في الأدب