604
ليس هذا زمن اليأس؟
أما بعد: فإني -والله- ما كنت في زمن أشد فألاً، ولا في وقت أعلى أملاً: منّي اليوم.
-مع وعيي التام بحجم المأساة، وعمق المعاناة، وتزايد الشر، وتفاقم الخطر-
غير أنّ للأمل نفحات، وللفأل علامات، وللنور إشارات..
وقد وجد يعقوب ريح يوسف -عليهما السلام- مع ما بينهما من الحُجُب والمسافات.
وإن لضياء الفجر مقدمات لا يبصرها النائمون، وإنما يستأثر برؤيتها القائمون.
فيا لطول حسرة اليائسين القاعدين إذا رأوا العاملين وقد قطفوا -في الغد- الثمار،
ويا لشدة حسرة المنتكسين إذا أبصروا الثابتين وقد حمدوا -عند الوصول- السرى وطول الأسفار.
فاثبتوا
واعملوا
وابذلوا..
مستنيرين بضياء الوحي، مقتبسين من النبي -ﷺ- الهدي، فليس هذا زمن اليأس.....
#الشيخ أحمد السيد