174
وساحرة الأجفان معسولة اللمى
مراشفها تهدي الشفاء من الظما
حنت لي قوسي حاجبيها وفوقت
إلى كبدي من مقلة العين أسهما
فوا عجباً من ريقها وهو طاهر
حلال وقد أضحى علي محرما
فإن كان خمراً أين للخمر لونه
ولذته مع أنني لم أذقهما
لها منزل في ربع قلبي محله
مصون به مذ أوطنته لها حمى
جرى حبها مجرى حياتي فخالطت
محبتها روحي ولحمي والدما
تقول إلى كم ترتضي العيش أنكداً
وتقنع أن تضحي صحيحاً مسلما
سر في بلاد الله واطلب الغنى
تفز منجداً إن شئت أو شئت متهما
فقلت لها إن الذي خلق الورى
تكفل لي بالرزق منا وأنعما
وما ضرني أن كنت رب فضائل
وعلم عزيز النفس حراً معظماً
إذا عدمت كفاي مالاً وثروةً
وقد صنت نفسي أن أذل وأحرما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي
لأخدم من لاقيت لكن لأخدما