300
بعد غياب طويل عاد ليحادثني
كنت هادئة للغاية و لم يكن صوتي يرتجف بقدر جسدي ، لا ليس من الكلام ، فقط البرد شديد .
_كيف حالك؟
_بخير و انتم ؟
_بخير ..... ما سبب صمتك ؟
_لا شيء
_ارى ان صوتك لم يعد يرتجف حين عودتي
_ نعم
_ هههه الم تشتاقي لي .... الن تجيبي ؟
_لا لم اشتق لك ، لم عدت
_ لا اعلم لم عدت
_ تشاجرت معها ؟
_لا
_ غضبت منها ؟
_ لا
_اذن
_ فقط رغبت بالكلام معك و الاطمئنان عليك
_ غريب
_ تلك الكلمات الهادئة بيني و بينك تكفيني طوال اليوم ، تدفئني رغم برودها ... لكنني اعتدت جنونك و عصبيتك. .. اعتدتك .. الن تعاتبيني ؟
_ لا ، و هل ترى ان تلك العصبية و ذلك الجنون لا زال موجودا ؟
_ لا ... اختفى و اختفت ابتسامتك معه .. اتمنى ان تكوني هادئة هكذا دائما
_ لماذا ؟
_ على الاقل اعلم انني الخاسر و ليس انت يا ملاكي ...
_ و من قال هذا ؟!
_ هذا ما اقنع نفسي به ، خوفا من الاعتراف ...
_ اكمل
_ الاعتراف بأن هدوئك هذه المرة ليس كتمانا فحسب ، بل لأنني اطفأتك ...
سامحيني
_اسامحك
_ لقد كبرت صغيرتي
_ لم اكبر ، لقد مر العمر امامي دون ان اعيشه و انا في انتظارك ...
_ ما بك
_ متعبة
_ من ماذا ؟
_ كل شيء .... وداعا
اقفلت محاولة ان لا ابكي ، ربما اشتياقا او خذلانا او خيبة ، لا ادري فقط شعرت بحاجة للبكاء لكنني منعت نفسي ، تماسكي ، هذا ما اردده كي لا افقد التحكم و انهار