- خلف نظارة بإطار أسود كبير تُخفي أطوال رموشها الكثيفة ،وتناسق حواجبها الممشطة طبيعياً ،لون عينيها البني كالقهوة ،وشفاهها الصغيرة المكتنزة بشكلٍ طفولي ،نظرتها حادة وحنونة تترك أثراً لطيفاً في قلب من ينظر لها ،خلقتها قد لا تكون بالجمال الخارق لكنها مليحة الطلة ،تمشي بثقة وأنتصاب ،متوسطة الخُطى ،قد تبدو لمن يراها لأول مرة بأنها مغرورة ومتكبرة لكن لا ،طبيعتها الخارجية قد توحي بشيء من هذا القبيل لكن داخلها طيبٌ جداً ،تفكيرها عميق ودقيق ،كلامها لطيف ،صوتها قوي وضحكتها رنانة ،يقولون بأنه من أنواع الرزق أن يلاقي المرء قبولاً في قلب من يراه ،كانت كذلك ،لابد أن يعجب بها أحد إما بسبب كلامها وأفكارها أو بسبب هدوئها وصمتها أو بسبب رزانتها ومرحها في الوقت نفسه ،مرنة بشكل عجيب ؛ماهرة جداً بالتعامل الناس ،قد تكون عصبية لكن صدرها رحبٌ جداً وذات صبر طويل ،تتحمل أحزان غيرها وتنسى أحزانها حتى وأن كادت تخنقها وتقتلها ،لا تقول لا لشخص طلب مساعدتها من دون أن تحاول !
والأطفال الصغار تحبهم كثيراً ،لا بل تهيم بهم ،لا تستطيع منع نفسها وكبح رغبتها في مداعبة طفل صغير إذا رأته بأي مكان حتى وإن كان غريباً بالشارع ،تحب أصواتهم وكلامهم وأحضانهم وأناملهم الصغيرة عندما تتمسك بأصابع يدها الكبيرة عليهم ،هي مؤمنة بأن الأطفال ملائكة صغار من الإله كي ينسى المرء متاعب الدنيا وأشغالها في وسط عفويتهم وبراءتهم .